ستيف جوبز “سوري الأصل” يقود نجاحات آبل Apple

والده عبد الفتاح جندلي وتبنته عائلة أمريكية
يعود الفضل للسوري الأصل جوبز عبد اللطيف جندلي، أو ما يعرف بـ(ستيف جوبز) في قيادة شركة كانت بدايتها متواضعة عام ١٩٧٦ في وادي السيلكون في ولاية كاليفورنيا، حيث كانت تدار من قبل ثلاث شباب متحمسين أحدهم جوبز, لتنشأ الشركة التي قدمت للعالم أول حاسوب بواجهة تقنية الرسوم.

وتذكر موسوعة الويكيبيديا العالمية أن ستيف بول جوبز ولد في الرابع والعشرين من فبراير 1955 بـ “غرين باي” في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ابن بالتبني لكل من بول وكلارا جوبز، والداه الحقيقيان هم جوان سيمسون وعبد الفتاح جندلي – من أصل سوري- ولديه اخت تدعى منى سيمبسون وهي روائية مشهورة التقى بها بعد سنوات طويلة بسبب تبنيها من قبل عائلة أخرى, التحق جوبز بالمدرسة فكان يدرس في فصل الشتاء ويذهب للعمل في الأجازة الصيفية، وشغف بالالكترونيات منذ صغره فكان ولعاً بالتكنولوجيا وطريقة عمل الآلات، كانت أولى ابتكاراته وهو في المرحلة الثانوية وكانت عبارة عن شريحة الكترونية، ونظراً لولعه بهذا المجال أتيحت له الفرصة من أجل التدرب في إحدى الأجازات الصيفية بشركة هوليت باكرد ” HP ” وهناك تعرف جوبز على المهندس الإلكتروني ستيفين وزنياك، واللذان سوف يحققا معاً خطوات هامة في عالم التكنولوجيا بعد ذلك.

تخرج جوبز من مدرسته الثانوية والتحق بجامعة ريد في بورتلاند بولاية أرغون، لكنه لم يحقق النجاح بالجامعة فرسب في عامه الأول وقرر ترك الدراسة، ولم يقف جوبز ساكناً بعد تركه للدراسة بل سعى لتنمية مهاراته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، فقدم ورقة بأفكاره في مجال الالكترونيات لشركة “أتاري” الأولى في صناعة ألعاب الفيديو وتمكن من الحصول على وظيفة بها كمصمم ألعاب، ثم ترك جوبز عمله لفترة سافر فيها للهند ثم ما لبث أن عاد مرة أخرى لمواصلة عمله بـ “أتاري”.

نجح ستيف جوبز وستيف وزنياك في عام 1976من إطلاق شركة “أبل” أو “التفاحة” وكان جوبز حينها في الحادية والعشرين من عمره وكان وزنياك يكبره بأربع سنوات، وتمكن الاثنان من تصميم أول نموذج للكمبيوتر الشخصي، وكانت الفكرة المسيطرة على جوبز هي دمج لوحة المفاتيح مع جهاز الكمبيوتر، وجاء الاختراع الأول لجوبز ووزنياك حاملاً اسم ” أبل 1″ ومشكلاً ثورة في مجال الكمبيوتر، وتمكنا من تحقيق ثروة معقولة كانت ثمار بيع 600 جهاز كمبيوتر.

انطلق جوبز ووزنياك في طريقهم لتطوير جهازهم الجديد فبعد “أبل 1” سعيا من اجل إنتاج كمبيوتر أخر أكثر تعقيداً ولكن أسهل في الاستخدام، وقد جذب نجاحهم أعين المستثمرين ففي عام 1977 قرر الرئيس التنفيذي السابق لشركة “أنتل مايك ماركولا” الاستثمار في “أبل” وأصبح رئيس مجلس إداراتها هذا بالإضافة لعدد من المستثمرين الآخرين، جاء “أبل 2” بعد ذلك ليشهد انطلاقة قوية في مجال الكمبيوتر الشخصي ويكتسح السوق الأمريكي بما يتضمنه من تكنولوجيا متقدمة وبرامج عالية الجودة، تمكن جوبز بذكائه من تسويق منتجه الجديد فباع مئات الأجهزة.

لم يتمكن لوزنياك من الاستمرار في تحقيق حلمه حيث تعرض لحادث طائرة، خرج منه بإصابات بالغة لم يتمكن من الاستمرار بسببها فقرر التفرغ لحياته ومشاريعه الاجتماعية وتدريس الكمبيوتر في مكتبه بكاليفورنيا.

وصعدت أسهم “ابل” سريعاً إلى القمة ففي عام 1980 وبعد طرحها لأسهمها في اكتتاب عام أولي بسعر 22 دولار للسهم، قفزت لتصبح 29 دولار وأصبحت قيمة ” أبل ” السوقية تقدر بـ 1.2 مليار دولار، وكان جوبز مساهم رئيسي بالشركة بحصة تقدر بـ 15% من الأسهم.

استمر جوبز في سعيه من أجل التطور وابتكار التكنولوجيا، فأنتجت الشركة “أبل 3” ولكن لم يكتب له النجاح فتم استعادة الكمية الأولى منه من السوق، بسبب بعض العيوب التقنية به.

وبما أن لكل تكنولوجيا منافسيها قامت شركة “IBM ” بإنتاج الكمبيوتر الشخصي وبالفعل أصبحت بمنتجها منافس قوي لشركة جوبز، والذي قام بدوره بشن حملة شرسة من أجل المحافظة على موقعه في سوق التكنولوجيا.

وفي عام 1982 سعى جوبز من اجل إقناع جون سكولي من شركة “بيبسي” ليكون المدير التنفيذي لـ “أبل” وتم طرح جهاز جديد في السوق باسم “ليزا” وعلى الرغم من التقنية العالية لهذا الجهاز إلا أنه عانى من الفشل نظراً لسعره المرتفع، عقب ذلك سارع جوبز من أجل تطوير جهاز “ليزا” فتم استخدام نفس التكنولوجيا ولكن بصورة أبسط وجاء عام 1984 ليشهد انطلاقة أول كمبيوتر “ماكنتوش” والذي غزا السوق بقوة وحقق الكثير من النجاح.

قرر جوبز عام 1985 أن يترك العمل بمؤسسة “أبل” الذي يرجع له الفضل في تأسيسها، وقام ببيع كامل حصته بها، ولم يقف جوبز عند هذا الحد بل سعى من اجل إنشاء شركة أخرى أسماها “نكست ستيب” وقد شارك في تمويل هذه الشركة الجديدة كبار رجال الأعمال والتكنولوجيا مثل الملياردير روس بيرو وغيره.

في عام 1989 قام جوبز بإنتاج أول كمبيوتر يحمل اسم “نكست” والذي على الرغم من تفوقه التقني إلا أنه لم يكتب له النجاح تجارياً نظراً لارتفاع سعره.

تعرض مصنع جوبز الجديد “نكست” للخسائر المتتالية مما جعله يغلقه في فبراير 1993، وتوقف عن تصنيع الكمبيوترات مكتفياً بالبرامج.

ولم تتمكن ” أبل ” من تحقيق الثبات فأخذت في الانهيار سريعاً وتقلصت حصتها في السوق بشكل كبير، وتنقلت من مدير إلى أخر حتى استقرت رئاسة مجلس الإدارة مع جيلبرت أميليو والذي لم يجد طوق للنجاة ينقذ به الشركة من الانهيار سوى ستيف جوبز، والذي قام أميليو بدعوته للانضمام لمجس إدارة “أبل” كمستشار لها عام 1995.

وفي ديسمبر 1995 قامت شركة “أبل” بشراء شركة “نكست” بـ 400 مليون دولار، وتم تعين ستيف جوبز رئيساً تنفيذياً مؤقتاً لـ “أبل” عام 1997 براتب قدره دولار واحد سنوياً مما أدخله في مجموعة جينيس للأرقام القياسية كأقل الرؤساء التنفيذيين تقاضيا للراتب في العالم.

وبعد أن أطلق جوبز كمبيوتر ” I mac ” عادت شركة “أبل” مرة أخرى لتلتقط أنفاسها وتستعيد مكانتها في سوق الكمبيوترات الشخصية مرة أخرى، وفي يناير 2000 أصبح جوبز رئيساً تنفيذياً دائماً للشركة، ومالكاً لـ 30 مليون سهم منها، وصعدت أرباحها سريعاً.

وبعد اعتلائه منصب الرئيس التنفيذي لأبل بدأ ستيف جندلي بتغيرات عدة أذهلت مستخدمي تقنيات العالم الرقمي بإطلاق منتجات جديدة أحدثت ثورة في عالم التقنيات الالكترونية ولغة الحواسيب، بدءا بـ (( آي بود)) ثم (( الآي فون)) و الـ(( الآي باد)) الجديد.

ففي 23-7-2010 سجلت شركة “أبل” للكمبيوتر أفضل أداء مالي لها على الإطلاق في الربع الثالث، بسبب القفزة في مبيعات أجهزة الكمبيوتر “ماكنتوش”، وأجهزة “آي باد”، وفقا لما أعلنته الشركة مؤخرا.

وارتفعت مبيعات “أبل” إلى مستوى قياسي بلغ 15.7 مليار دولار، وهو أعلى بنحو 61 في المائة من مبيعاتها في الفترة نفسها من العام الماضي، كما ارتفع صافي الربح إلى 3.25 مليارات دولار، بزيادة 78 في المائة.

وأغلق أسهم شركة أبل التي تتخذ من مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقرا لها، على ارتفاع نسبته 2.6 في المائة عند 251.89 دولار على مؤشر ناسداك، وقفز إلى 259.61 دولار في تعاملات ما بعد جلسة التداول الرسمية.

وفي إبريل وجهت “أبل” صفعة قوية لتوقعات “وول ستريت” وحققت قفزة كبيرة في أرباحها خلال الربع الثاني من السنة المالية التي انتهت في السابع والعشرين من مارس الماضي ، بلغت نسبتها نحو 90 في المائة.

وكان التوقعات تشير إلى أن مبيعات “أبل” سترتفع بمقدار 2.46 دولاراً للسهم، أي أن تصل مبيعاتها إلى 12 مليار دولار، غير أن الشركة خالفت هذه التوقعات، وحققت 3.33 دولاراً للسهم أي ما مجموعه 3.1 مليار دولار من عوائد المبيعات، وهي ما يعادل مبيعات بقيمة 13.5 مليار دولار، وذلك عن الربع المالي الثاني، وكانت الشركة طرحت “آي باد”، وهو الجيل الثالث من أجهزة الكمبيوتر المحمول الجديدة ويمتاز بالسرعة الفائقة بالاتصال بالأنترنت، في أواخر أبريل الماضي.

ووصف ألـ(( الآي باد))بأنه “منتج سحري يمثل ثورة” في عالم الحواسيب الإلكترونية، وقال عنه جوبز “إنه يقدم أفضل وسيلة للتصفح قد تمتلكها، بشكل أفضل من الكمبيوتر الدفتري ، وأفضل من الهاتف الذكي .

Tags:

About عراقي

مؤسس الموقع