حملة أميركية على “كاسحة الألغام” الجميلة ريما فقيه

كاسحة ألغام” من جنوب لبنان ومقربة من “حزب الله” هذا عنوان الحرب الالكترونية التي اشتعلت منذ لحظة إعلان اللبنانية الأميركية ريما فقيه ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية.
فقد بدأت وسائل الإعلام الأميركية بالتركيز على ديانة ريما الفقيه، من أنها أول مسلمة تنتزع تاج الجمال الأول في الولايات المتحدة، بل بدأ بعضها بالترويج لفكرة سيطرة الأجواء والمناخات الإسلامية على البلاد منذ فوز أوباما بالرئاسة قبل عام.
أعلن العديد من المراقبين الاميركيين معارضتهم لفوز ريما وربطوا بينها وبين حزب الله اللبناني، حتى أن بعضهم قال إن حزب الله مول مشاركتها في المسابقة وان اقرباءها من الارهابيين مشيرين إلى أنه ليوم “حزين” في الولايات المتحدة!.
الاعتراض ظهر أيضاً وسط العرب المحافظين في المدن الاميركية، وكانت فقيه صرحت أنها تعي اعتراض بعض المجتمعات المسلمة ابراز جمالها بهذه الطريقة، إلا أنها أكدت أن والدتها شجعتها دوما، وأن عائلتها تدعمها.

وقد لقبت ريما بـ”كاسحة الألغام” لأنه من الصعب مواجهتها في مسابقات ملكات الجمال، فكل من يعرفها يعرف عنها إصرارها وعنادها اللذين يجرانها إلى خوض معارك قاسية متخطية حواجز العنصرية تجاه عرقها العربي بين شعب أدمن الكراهية للعرب. فالفتاة الطموحة كانت تخوض المعارك (ولو أن حروبها صغيرة) من المدرسة إلى الجامعة وإلى مسابقات الجمال وحتى المشاركة في النشاطات المحلية في ولاية ميشيغن التي تسكنها مع عائلتها. وكانت دائماً الرابحة بفضل شجاعتها وإصرارها.
احتفلت بلدة صريفا الجنوبية بفوز ابنتها ريما فقيه البالغة 24 ربيعاً والحائزة على الجنسية الاميركية بملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية. وفوز انتشار خبر فوزها، غص منزل عائلتها بالمهنئين والصحافيين.
وتحدثت شقيقتها رنا المقيمة في صريفا فقالت “إن شقيقتي ريما هي الرابعة بين أشقائها وشقيقاتها الخمسة، وغادرت الولايات المتحدة الأميركية مع أفراد العائلة في العام 1993، عندما كانت في السابعة، وهي طالبة ادارة اعمال. ولقد تبوأت عددا من المراكز على مستوى الجمال في العالم ولبنان، واحتلت في العام 2008 مركز ملكة جمال المغتربين في أميركا، وشاركت في مسابقة ملكة جمال “وجه” الكون في “غانا”، إلى أن شاركت في هذا الحدث، الذي ادخل فعلا السعادة الى قلوبنا وقلوب المحبين في لبنان والعالم العربي والعالم. ولطالما أوصاها والدي أن تفتخر ببلدتها صريفا ووطنها لبنان. 

من جهته، هنأ رئيس بلدية صريفا علي عيد الملكة بفوزها، وقال: “إن أرض جبل عامل في الجنوب اللبناني تنبت جمالا كما تنبت أبطالا، ونحن نفتخر بذلك. ونوجه دعوة إلى الملكة ريما فقيه لزيارة وطنها الام لبنان وبلدتها صريفا في أقرب وقت ممكن”.

لبنانيو أميركا: هذا هو لبنان الثقافة والمقاومة والفن والجمال
 
اثر شيوع خبر فوز ريما فقيه بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، احتفلت الجالية اللبنانية في أنحاء البلاد، وقال محمد حمادة، وهو لبناني يعمل في شركة برامج كمبيوتر ويقيم في العاصمة الاميركية، إن “فوز ريما يظهر الوجه الآخر للبنانيين والمسلمين والعرب”. وأضاف “لبنان ليس ساحة حرب وصواريخ، وكما هناك مقاومة وثقافة هناك جمال أيضاً”. وتابع “تصدر الصفحة الاولى في نيويورك تايمز (اول من امس) موضوع (الباكستاني الاميركي) فيصل شاهزاد (المتهم بوضع قنبلة في نيويورك) وصوراً عن حياته وكيف انقلب من شاب يعيش حياة أميركية إلى متطرف”.
أما اليوم، فيقول حمادة “لم نر صور ريما على صدر صفحات الصحف الأميركية (امس)، وكأن هذه الأخيرة تهتم بصورة نمطية واحدة هي ان العرب والمسلمين يختلفون عن بقية البشر ولا يحبون الترفيه أو التسلية”.

ميسم علي، وهي طالبة لبنانية في الدراسات العليا في جامعة “جونز هوبكنز” المرموقة، أسفت أن تنحصر الصورة الإيجابية عن العرب بملكة جمال. وقالت “معظم مجتمعات العالم لا تحبذ مبدأ مسابقات الجمال لأنه يحول المرأة إلى سلعة تجارية من دون الالتفات إلى نجاحاتها في الميادين الجدية في العمل والأكاديميا”.
وأضافت “لكن من باب الترفيه، وبما أن جزءاً من الانطباع الأميركي عن العرب مسلمين ومسيحيين يعتمد على صورة نمطية لهمجية متخيلة لدى العرب، يصبح فوز لبنانية بلقب ملكة جمال أميركا مفارقة لفتت نظر الكثير من الأميركيين”.
أما ريم برو، وهي من بلدة الريحان في جنوب لبنان وبروفيسورة في البيولوجيا في جامعة “كورنل” الشهيرة في ولاية نيويورك، فاعتبرت أن “فوز ريما فقيه يثبت أن اللبنانيين هم شعب مثل بقية الشعوب، فيهم وجوه ومواهب متنوعة، وهذا موضوع يساعد اللبنانيين على الاندماج في الولايات المتحدة”.

وقالت برو إنها لا ترى “تضارباً بين مبدأي الجمال والعلم، ومن غير المنصف ان نعتبر كل المتباريات في مسابقات ملكات الجمال انهن لا يتمتعن بالذكاء”.
وأثنت برو على فقيه وقالت إنها كانت شخصية لافتة، وأعربت عن سعادتها بهذا “الفوز اللبناني والعربي”.

About عراقي

مؤسس الموقع