المخرج دانكان غونز يتفوق على نفسه في فيلمه الجديد “Source Code”

بعدما وضع نفسه في المرتبة الأمامية لمخرجي هوليوود

يعد فيلم ” Source Code” (مصدر الشفيرة) هو التجربة الإخراجية الثانية للمخرج دانكان غونز، بعدما أخرج للمرة الأولى مرة فيلم “Moon” (القمر) في العام 2009. كان فيلمه الأول يعد بمثابة قفزة كبيرة للمخرج الشاب البالغ من العمر 40 عامًا، أما مع تجربته الإخراجية الثانية أثبت أنه يتمتع بموهبة كبيرة في فن الإخراج حيث يجمع الفيلم بين الخيال العلمي والأكشن والإثارة. والفيلم مثير وممتع للغاية وهو من نوع الخيال العلمي وقام بكتابته بن ريبلي.
والفيلم عن المؤامرات وتغيير العقول، والحقائق المعدلة والفضاء الداخلي ويتناول الفيلم هذه الأفكار بشكل مثير ومشوق على غرار طريقة المخرج العبقري ألفريد هيتشكوك. وهناك أيضًا بعض النقاط المتشابهة مع أفلام المخرج كريستوفر نولان، إلا أن هذا الفيلم يعد أكثر تشويقًا واحتضانًا للدراما الحقيقية وحتى الفكاهة التي تجتمع مع أبطال وشخصيات الفيلم. ويقوم ببطولة الفيلم الممثل كولتر ستيفنز في دور جاك غلينهال الطيار في الجيش الأميركي الذي تحطمت طائرتة في أفغانستان ووجد نفسه في ملابس مدنية على متن قطار ركاب مزدحم يصل إلى مدينة شيكاغو الأميركية.
ويبدو أن غلينهال كان في جسد شخص ما آخر، وهو مدرس في أحد الضواحي. وتقوم بدور البطولة معه الممثلة ميشيل موناغان، التي تقوم بدور كريستينا. وتدور قصة الفيلم حول الطيار كولتر الذي يستيقظ في أحد القطارات المتجهة إلى مدينة شيكاغو ليجد نفسه في جسد شخص آخر لا يعرفه وينفجر به القطار بعد 8 دقائق ليكتشف بعد ذلك أن ما عايشه خلال هذه الدقائق كان تجربة عملية لبرنامج حكومي يهدف إلى تعقب الحوادث الإرهابية بعد وقوعها للتعرف علي الجاني ومحاولة منعه من القيام بعملية إرهابية أخرى. ويستند الفيلم على فرضية علمية تقول إن مخ الشخص يظل قادرًا علي العمل لحوالي 8 دقائق بعد وفاة هذا الشخص.
ويقرر أحد العلماء الاستفادة من هذه الفرضية من خلال خلق عالم موازٍ يعيش فيه أحد رجال الجيش الأميركي داخل ذاكرة هذا الشخص المتوفي ليحاول من خلال هذه الدقائق الثماني التعرف على الإرهابي الذي قام بتفجير القطار لمحاولة منعه من تفجير قنبلة أخرى أكثر ضررًا في مدينة شيكاغو. وفي كل مرة يفشل فيها الضابط ستيفنز في التعرف على القاتل يتم إرساله مرة أخرى لمدة ثماني دقائق, مستخدمًا تكنولوجيا مستقبلية تعرف باسم ” مصدر الشفيرة ” حتى يستطيع في النهاية أن يتعرف على منفذ العملية. ومن خلال شاشة فيديو يجب أن يقوم ستيفنز بالتواصل مع قائدته, غودوين, وهو الدور الذي تقوم بأدائه الممثلة فيرا فارميغا.
ويكسر الفيلم الصورة النمطية للإرهابي في الأفلام الأجنبية. فالإرهابي في هذا الفيلم هو مواطن أميركي يعمل كمدرس ويرى أن العالم الذي نعيشه الآن هو الجحيم بعينه، وأن البشر يستطيعون أن يحيوا حياة أفضل من تلك التي يعيشونها في حال اتحادهم من أجل بناء الحياة مرة أخرى. ولكن هذا يستلزم أن يتحول العالم إلى ركام أولا حتى يستطيع البشر أن يتحدوا من أجل بنائه مرة أخرى.
وفيلم ” Source Code” يعتمد على تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين، ولكن به شيء من العصور الأولى، وهي قصة من منطقة الشفق، مع بعض التلميحات والمقتطفات من الكاتب فيليب ديك، وآثار من عالم التلفزيون المأخوذة من فيلمي The Prisoner (السجين) وThe Fugitive (الهارب). وبطريقته الخاصة، يطمح الفيلم بقليل من الكوميديا، حيث يقوم كولتر بعمل محادثات يائسة وغير مجدية مع قائدته، غودوين ومع البطلة كريستينا. ومن خلال الحب الذي يجمع كولتر بكريستينا، نرى مشاهد من الحب ممزوجة بشعور من الرومانسية والخيال من خلال التعرض لمواقف خطيرة في وقت واحد. ويعد الفيلم من الأفلام التي تتسم بالغرابة والتي لا  يصدقها العقل, ولكنه يتناول هذه الغرابة بشكل طريف وخفيف. إنه فيلم ممتع بالدرجة الأولى, وقد وضع جونز نفسه في المرتبة الأمامية لمخرجي هوليوود .
وقد بدأ تصوير الفيلم  في أول آذار/مارس من العام 2010 وانتهى تصويره في 29 نيسان/أبريل من العام نفسه، وتم تصويره في مواقع بين شيكاغو في الولايات المتحدة ومونتريال في كندا ووصلت كلفته الإنتاجية حوالي 35 مليون دولار.

About عراقي

مؤسس الموقع