الفنانة أروى: لا يمكنني المفاضلة بين مصر واليمن

أكدت أنها كانت مع ثورة 25 يناير

قالت الفنانة اليمنية أروى في حديث خاص إلى “العرب اليوم” إن برنامجها الجديد “لو” يضع النجوم تحت المجهر لمعرفة ردود أفعالهم، وبالتالي تتكشف للمشاهد شخصياتهم الحقيقية, وحول مغادرتها مصر خلال أحداث الثورة الشعبية الأخيرة أكدت أروى أنها مع اندلاع الثورة التي كانت في مصر، إلا أنها كانت مرتبطة مع حفلات خارج البلاد، وكانت مضطرة إلى تلبية هذه الدعوات، ووجودها اليوم في بيروت يعود أيضًا إلى ارتباطها مع تصوير البرنامج..
* تقدمين اليوم برنامجًا جديدًا يحمل عنوان “لو” وهو مقتبس من نسخة أجنبية، ويهدف إلى طرح أسئلة افتراضية على نجمين لمعرفة آرائهما، حدثينا أكثر عن هذا البرنامج..
– كما قلتِ، هو برنامج فرنسي في الأصل، يضع نجمين في إطار افتراضي، أو في قصة معينة ترافق كل حلقة، لمعرفة كيف يتصرفان في الحياة اليومية، تعبنا صراحةً من طرح أسئلة على النجوم لمعرفة خبايا حياتهم الخاصة، أما “لو” فيضع النجوم تحت المجهر لمعرفة ردود أفعالهم، وبالتالي نكتشف شخصياتهم الحقيقية من دون تزلف وفي طريقة غير مباشرة، علمًا بأننا نطرح في كل حلقة فقرة ثابتة عبارة عن مجموعة أسئلة عن بعض الانتقادات التي طالت النجمين في الفترة الأخيرة.
* هذه الفقرة غير موجودة في النسخة الفرنسية، فلماذا استعنتم بها؟
– لأن بعض النجوم الكبار يفضلون الظهور وإلقاء الضوء على ما يطالهم من انتقادات أو أمور تشغل بال الناس.
* أين شعرت بالراحة أكثر في برنامجك الأول “آخر من يعلم” أم في الحالي؟
– للأسف لم أقدم حتى هذه الساعة برنامجًا سهلاً، أمنيتي أن أقدم شيئًا سهلاً! في “لو”، أجد نفسي مضطرة إلى وضع ضيفيّ في صراع فيما بينهما، والمهم أن أدفع بهما إلى حال من التوتر، حتى أعرف مواقفهما الحقيقية.
* يتطلب البرنامج من المشاهد أن يتابعه من البداية، وإلا وجد نفسه غريبًا عن موضوع الحلقة..
– ترافق هذه المشكلة كل البرامج، إلا أنه ومع مرور الوقت، يستدرك المشاهد ما فاته من أمور، ففي كل محور جديد، نستعرض باقتضاب ما حدث في المحور الذي سبقه، وهكذا يبقى المشاهد على اطّلاع دائم على ما يحدث في الحلقة، ولا أعد هذه المشكلة المفترضة نقدًا موضوعيًّا للبرنامج!
* هل مل الناس البرامج الحوارية، فبرز توجه عام إلى البرامج الترفيهية مثل “لو”؟
– ملَّ الناس، وأنا تعبت من طرح الأسئلة على الفنان لمعرفة ما يأكل ومتى ينام وما مشاريعه الجديدة، كما أن بعض النجوم يظهرون على برامج ولا يقدمون شيئًا جديدًا للناس، غير أن “لو” مختلف تمامًا، ربما تجدينه ترفيهيًّا، وبخاصة أنه ما يزال في حلقاته الأولى، لكنه يحمل رسالة إنسانية وجعبة من الأخلاقيات.
* يطّلع بعض الضيوف في برامج أخرى على الأسئلة التي ستُطرح قبل التصوير، إلا أن “لو” يفاجئ ضيوفه، وبخاصة أنهم لا يعرفون أبدًا ما ينتظرهم من مواقف..
– صحيح هذا الأمر، كذلك نعتمد على أسئلة مفاجئة، قبل كل فقرة جديدة، وبعض هذه الأسئلة قد يصدم كثيرين.
* يُعرض “لو” في الوقت نفسه لبرنامج “أبشر”، فهل هذا تأكيد على أن MBC تراهن على نجاح البرنامج وأروى معًا، أم هي محاولة من المسؤولين لزحزحة زميلك نيشان؟
– برنامجه هو أيضًا يُعرض في الوقت نفسه لبرنامج “آخر من يعلم”، هذا السؤال يجب أن يُطرح على المسؤولين في MBC، كما أنني حين وافقت على تقديم البرنامج، لم أكن أعرف وقت العرض.
* أنت في لبنان منذ فترة وتحديدًا مع اندلاع الثورة في مصر، فهل هذا يعود إلى عدم استطاعتك العيش في مصر خلال هذه المرحلة؟ أم لارتباطات عمل؟ أم هناك أسباب أخرى؟
– كل ما في الأمر أنه مع اندلاع الأزمة كنت في مصر، إلا أنني كنت مرتبطة مع حفلات خارج البلاد، وتحديدًا حفلات زفاف، وكنت مضطرة إلى تلبية هذه الدعوات، علمًا بأنني عانيت كثيرًا جرّاء ذلك، ووجودي في بيروت يعود أيضًا إلى ارتباطي مع تصوير البرنامج.
* ألا تخافيْن من التعرض لتهمة عدم الوفاء لغيابك عن مصر في هذه المرحلة الدقيقة؟
– هناك فرق كبير بين أن تؤدي حفلات فنية عامة وحفلات زفاف، وبخاصة أن العروس والمدعوين يتَّكلون عليك لإنجاح الحفل، وقد ألغيت حفلاً في الدانمارك اعتراضًا على الرسوم الكاريكاتورية الشهيرة، ولكنني مضطرة إلى تلبية دعوات الزفاف، لأنه وبكل بساطة لا يقع الذنب على العروس أو أهلها، لا أنكر أنني انزعجت جدًّا حين غادرت مصر وبخاصة أنها كانت وما تزال بلد الأمان، والبلد الذي يحبه الجميع وتلتف حوله كل البلدان الأخرى.
مصر قيمتها كبيرة، واليوم برزت هذه القيمة أكثر عند كل الشعوب العربية التي انزعجت جرّاء ما يحصل بين أبنائها وفي شوارعها، والحمد لله تحسَّنت الأوضاع بعض الشيء، علمًا بأنني بكيت كثيرًا خلال هذه المرحلة، كما أنني أحييت مرة حفلة زفاف وأنا أبكي.
* خسر الكثير من النجوم مكانتهم عند الشعب المصري والعربي على السواء بسبب بعض المواقف..
– كل إنسان لديه كامل الحق في إبداء رأيه والإفصاح عن مبادئه وانتماءاته، ومهما كانت الاختلافات بين الأفراد، إلا كان الحب الكبير لمصر هو الهدف الواحد والموحد، وسواءً كان فنان مع سياسة مبارك أو ضدها، فما يهمه هو البلد الذي يعيش فيه ومنه، لم أكترث كثيرًا إلى ما قاله الفنانون، وبخاصة أنني كنت قلقة جدًّا على الوضع.
* نلاحظ توجُّه العديد من الفنانين اليوم إلى تقديم أغنيات وطنية لمصر، فهل ستقدمين أغنية أيضًا لمصر، أم أنت ضد هذا التوجه؟
– هذا الأمر هو وسيلة تعبير، بعضهم يغني وآخرون يشاركون في أعمال تمثيلية وطنية، لكن إذا لم يؤدِّ فنان أغنية وطنية، فهذا لا يعني أنه لا يحب مصر، تلقيت عرضًا لأداء أغنية وطنية، لكن للأسف كنت مضطرة إلى الوجود في لبنان للتصوير، كما أن وضعي خاص بعض الشيء، وبخاصة أنني يمنية/مصرية، والحال سيئة عند الشعبيْن، إلا أنني على يقين بأن الوضع في اليمن سيؤول إلى الأفضل إن شاء الله.
* هل تشعرين بأنك موزعة الولاء بين موطنك الأول اليمن وموطنك الثاني مصر؟
– لا تستطيع أن تطرح هذا السؤال على أحد وكأنك تحاول أن تعرضه إلى مشكلة! انتمائي وولائي إلى البلدين، وقلبي حزين على كليهما، ولا أستطيع أن أفاضل بينهما، الأول أصلي منه، والثاني أعيش فيه، كما أنني حين أكون في لبنان، أتصل يوميًّا بأهلي في اليمن لأطمئن عليهم، وكذلك الحال بالنسبة إلى عائلتي في مصر.
* هل من تحضيرات جديدة على صعيد الأغنيات؟
– بطبيعة الحال، كل الأعمال الفنية متوقفة إلى إشعار آخر، “ما حَدا عنده خُلق يشتغل”، ما يحصل في العالم العربي يجعلني أنظر إلى الأمور بتشاؤم، ويدفعني إلى التساؤل لماذا الغناء وإنتاج الأعمال؟ ربما هذه النظرة نتيجة لما يحدث اليوم، إلا أنني أتمنى أن تتحسن الأمور، لكن هناك أغنية منفردة مصرية كانت حاضرة قبل حدوث الأزمات، وهناك عرضان من شركتين لإنتاج ألبومي المقبل.
* هل إحداهما شركة “بلاتينوم ريكوردز” التابعة لـMBC؟
– لا، ما زلت أدرس العرضين، ويمكن أيضًا أن اختار أغنية لبنانية قريبًا.

About عراقي

مؤسس الموقع